لماذا سورة الملك

                                 وقفة تأمُّل
قد يتساءل المسلم لماذا خُصَّت هذه السورة دون غيرها من سور القرآن بهذا الفضل العظيم ؟ وما السر في ملازمة قراءتها لكل من عرفها، من الصحابة والتابعين والصالحين وغيرهم؟
الجواب:
§      لمَّا كان موضوع السورة الأساس؛ إثبات ملك الله تعالى وقدرته على كل شيء مما تحدثت عنه السورة من خلق الموت والحياة، وخلق السموات السبع وإتقان صنعهن، وجعل الكواكب مصابيح في السماء الدنيا وجعلها رجوماً للشياطين، وخلق الجنة والنار، وإحاطة علمه الدقيق بكل شيء، وخلق الأرض وتذليلها للإنسان وأوجد فيها معايشه ورزقه، وقدرته سبحانه على إبقاء الطيور في جو السماء دون أن تقع، وعلمه بالساعة وآجال العباد، وغير ذلك مما هو في ثنايا السورة، وكان قارئ السورة على الدوام في كل ليلة يُقِرُّ بهذه القدرة ويؤمن بها ، بل ويجدِّد العهد والإيمان مع خالقه سبحانه وتعالى، كان من رحمته جلَّ شأنه وعلت قدرته، أن صرف عنه عذاب القبر وأمنه من فتنته، فالجزاء من جنس العمل.

§      ولمَّا كان العبد يُسأل في قبره عن ثلاثة (الرب - الدين - الرسول)، جاءت السورة لتتحدث عن مضمون هذه الأسئلة وموضوعها ما بين الإجمال والتفصيل، فمن داوم على قراءة السورة وهو مؤمن بهذه الثلاث ثبَّته الله تعالى عند السؤال عنها في قبره.


§      ولمَّا علم قارئ السورة عظمة قدرة الله تعالى في وقوع العذاب على من كفر به من الأمم السابقة في الدنيا والآخرة كما تحدثت عنه السورة، وعلم أن للقبر أحوالاً وأهوالاً؛ أحسن الظن بالله تعالى أن يرفع عنه عذابه، وأن يؤمنه من فتنته، فاتصل به كل ليلة ليجدِّد الطلب مع الله، فكان له ما طلب. والله أعلم بالصواب.