أحوال الصالحين مع سورة الملك

1.  يقول الإمام السيوطي: "وكان المهاجرون والأنصار يتعلمونها ويقولون: المغبون من لم يتعلمها".[1]
2.  وعن معمّر مؤذن التيمي قال: صلَّى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الآخرة، وسمعته يقرأ: (تبارك الذي بيده الملك)،  قال: فلما أتى على هذه الآية: (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا)[الملك: 27] جعل يرددها حتى خَفَّ أهل المسجد فانصرفوا. قال: فخرجتُ وتركتُه، قال: وغدوتُ لأذان الفجر، فنظرتُ فإذا هو في مقامه، قال: فسمعتُ فإذا هو فيها لم يَجُزْها وهو يقول: (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا).[2]
3.  وعن أبي مهدي قال: صليت خلف الزهري شهراً، فكان يقرأ في صلاة الفجر (تبارك الذي بيده الملك)،  و (قل هو الله أحد) [الإخلاص: ١]. [3]
4.  وعن أبي عقيل زهرة بن معبد: أن ابن شهاب كان يقرأ في صلاة الصبح (تبارك الذي بيده الملك)، وفي الآخر (قل هو الله أحد)، فقلت: تقرأ هذه السورة الطويلة مع هذه السورة القصيرة. قال ابن شهاب: "إن (قل هو الله أحد) ثلث القرآن، وإن (تبرك) تخاصم لصاحبها في القبر". [4]
5.  وعن عمران بن خالد الخزاعي قال: كنت جالساً عند عطاء فجاء رجل فقال: أبا محمد! إن طاووساً يزعم أن من صلَّى العشاء، ثم صلَّى بعدها ركعتين يقرأ في الأولى: (آلم، تنـزيل) السجدة، وفي الثانية (تبارك الذي بيده الملك) كتب له مثل وقوف عرفة وليلة القدر. فقال عطاء: صدق طاووس، ما تركتهما.[5]
6.  ويقول ابن رجب الحنبلي: حدثني المحدث أبو الحجاج يوسف السَّرمدي، حدثنا شيخنا أبو الحسن علي بن الحسين السامري، - خطيب سامرا، وكان رجلاً صالحاً - وأراني موضعاً من قبور سامرا، فقال: هذا الموضع لا يزال يسمع منه قراءة (سورة تبارك).[6]
7.  ويقول الإمام الآلوسي في نهاية تفسير السورة: "والحمد لله الذي وفقني لقراءتها كذلك منذ بلغت سن التمييز إلى اليوم، وأسأل الله تعالى التوفيق لما بعد والقبول".[7]


وبعد: فهذه فضائل السورة ... وتلك أحوال أصحابها،
فيا للعجب؛ ممن علم هذا الفضل كيف يزهد فيه؟









[1] جلال الدين السيوطي، الدر المنثور، (8/233)، (بيروت: دار الفكر، 1993).

[2]  رواه أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/29، بيروت: دار الكتاب العربي، ط4، 1405ﻫ).
[3]  أبو نعيم، حلية الأولياء، (3/370).
[4] رواه البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين، في شعب الإيمان، تحقيق: محمد السعيد زغلول، (2/495)، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1410).
[5] ذكره ابن كثير في البداية والنهاية، (9/250)، حققه جماعة، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط3، 1987م).
[6] ابن رجب، أهوال القبور، (1/71).
[7] الآلوسي، روح المعاني، (15/3)، ضبطه: علي عبد الباري عطية، بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 2001م).