2. وعن
معمّر مؤذن التيمي قال: صلَّى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الآخرة، وسمعته
يقرأ: (تبارك الذي بيده الملك)، قال: فلما أتى على هذه الآية: (فلما رأوه
زلفة سيئت وجوه الذين كفروا)[الملك: 27] جعل يرددها حتى خَفَّ أهل المسجد
فانصرفوا. قال: فخرجتُ وتركتُه، قال: وغدوتُ لأذان الفجر، فنظرتُ فإذا هو في مقامه،
قال: فسمعتُ فإذا هو فيها لم يَجُزْها وهو يقول: (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه
الذين كفروا).[2]
3. وعن
أبي مهدي قال: صليت خلف الزهري شهراً، فكان يقرأ في صلاة الفجر (تبارك الذي
بيده الملك)، و (قل هو الله أحد) [الإخلاص: ١]. [3]
4. وعن أبي عقيل زهرة بن معبد: أن ابن شهاب
كان يقرأ في صلاة الصبح (تبارك الذي بيده الملك)، وفي الآخر (قل هو الله أحد)، فقلت: تقرأ هذه السورة الطويلة مع هذه السورة القصيرة. قال
ابن شهاب: "إن (قل هو الله أحد) ثلث القرآن، وإن (تبرك) تخاصم لصاحبها في القبر". [4]
5. وعن عمران بن خالد الخزاعي قال: كنت جالساً
عند عطاء فجاء رجل فقال: أبا محمد! إن طاووساً يزعم أن من صلَّى العشاء، ثم صلَّى بعدها
ركعتين يقرأ في الأولى: (آلم، تنـزيل) السجدة، وفي الثانية (تبارك
الذي بيده الملك) كتب له مثل وقوف
عرفة وليلة القدر. فقال عطاء: صدق طاووس، ما تركتهما.[5]
6. ويقول ابن رجب الحنبلي: حدثني المحدث
أبو الحجاج يوسف السَّرمدي، حدثنا شيخنا أبو الحسن علي بن الحسين السامري، - خطيب سامرا،
وكان رجلاً صالحاً - وأراني موضعاً من قبور سامرا، فقال: هذا الموضع لا يزال يسمع منه
قراءة (سورة تبارك).[6]
7. ويقول الإمام الآلوسي في نهاية تفسير
السورة: "والحمد لله الذي وفقني لقراءتها كذلك منذ بلغت سن التمييز إلى اليوم،
وأسأل الله تعالى التوفيق لما بعد والقبول".[7]
وبعد: فهذه فضائل السورة ... وتلك أحوال أصحابها،